أما عن «القضية الأولى» فقد تتبعت القراءات واقتبست منها الأساليب البلاغية التي ترجع الى الالتفات من الغيبة الى التكلم وهي فيما يلي:
«لا نفرق» من قوله تعالى: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ (١).
قرأ القراء العشرة عدا «يعقوب»«لا نفرق» بالنون (٢).
على الالتفات من الغيبة الى التكلم، لأن سياق الآية من قوله تعالى:
آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ يقتضي الغيبة، فيقال:«لا يفرق» أي الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن التفت الى التكلم ليكون الفاعل جمعا فيشمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين وحينئذ يكون المعنى: كل من الرسول، والمؤمنون يقول: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ولو ظل السياق على الغيبة لما تحقق هذا المعنى.
(١) سورة البقرة آية ٢٥٨. (٢) انظر: النشر في القراءات العشر ج ٢ ص ٤٤٧. والمستنير في تخريج القراءات ج ١ ص ٩٥.