وقرأ الباقون «تصدقوا» بتشديد الصاد، وأصلها «تتصدقوا» فأبدلت التاء صادا، ثم أدغمت الصاد في الصاد (٣).
جاء في «المفردات»: «الصدقة»: ما يخرجه الانسان من ماله على وجه القربى كالزكاة، لكن الصدقة الأصل تقال للمتطوع به، والزكاة للواجب، وقد يسمى الواجب صدقة، اذا تحرى صاحبه الصدق في فعله، قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً (٤).
ويقال، لما تجافى عنه الانسان من حقه: تصدق به نحو قوله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ (٥).
فانه أجرى ما يسامح به المعسر مجرى الصدقة أهـ (٦):
وجاء في «تاج العروس»: «المصدق» كمحدث: «آخذ الصدقات، أي الحقوق من الابل، والغنم، يقبضها ويجمعها لأهل السهمان».
(١) انظر: تاج العروس مادة «سنة» ح ٩ ص ٣٩٢. (٢) سورة البقرة آية ٢٨٠. (٣) قال ابن الجزري: تصدقوا خف نما. انظر: ابن الجزري: تصدقوا العشر ح ٢ ص ٤٤٥. والكشف عن وجوه القراءات ح ١ ص ٣١٩. والمهذب في القراءات العشر ح ١ ص ١٠٨. وحجة القراءات ص ١٤٩. (٤) سورة التوبة آية ١٠٣. (٥) سورة البقرة آية ٢٨٠. (٦) انظر: المفردات في غريب القرآن مادة «صدق» ص ٢٧٨.