«سلما» من قوله تعالى: وَرَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ (١).
قرأ «ابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب»«سالما» بألف بعد السين، وكسر اللام، على أنه اسم فاعل، بمعنى: خالصا من الشركة، دليله قوله تعالى ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وقرأ الباقون «سلما» بحذف الألف، وفتح اللام، على أنه مصدر، صفة لرجل مبالغا في الخلوص من الشركة، ونعت الرجل بالمصدر جائز، فقد ورد: رجل صوم، ورجل إقبال وادبار (٢).
وقرأ الباقون «عند» بنون ساكنة بعد العين، مع فتح الدال، ظرف مكان، وفي ذلك دلالة على جلالة قدر «الملائكة» وشرف منزلهم، ويؤيد هذه القراءة قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٥).
«اسرارهم» من قوله تعالى: وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (٦).
(١) سورة الزمر الآية ٢٩ (٢) قال ابن الجزرى: سالما مد اكسرن حقا. انظر: النشر في القراءات العشر ج ٣ ص ٢٨٠. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ١٨٨. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٢٣٨. (٣) سورة الزخرف الآية ١٩ (٤) سورة الأنبياء الآية ٢٦ (٥) قال ابن الجزرى: عباد في عند حز كفا. انظر: النشر في القراءات العشر ح ٣ ص ٢٩٢. والمهذب في القراءات العشر ح ٢ ص ٢١٧. والكشف عن وجوه القراءات ح ٢ ص ٢٥٦. سورة الاعراف الآية ٢٠٦. (٦) سورة محمد الآية ٢٦.