لكن قد يقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- رغّب في صيام الاثنين والخميس كما سيأتي بعد قليل؟
والجواب أن يقال: نعم، ولكن صومه -صلى الله عليه وسلم- كان على حسب نشاطه، فربما وافق الأيام التي رغب فيها، وربما لم يوافقها.
* الوجه الرابع: دل الحديث على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يكثر من الصيام وكان يكثر من الإفطار أيضاً، فلم يكن -صلى الله عليه وسلم- يفطر دوماً ولا كان يصوم دوماً، بل قد صح عنه النهي عن صيام الدهر، وقال:«لا صام ولا أفطر، أو ما صام وما أفطر»(١).
* الوجه الخامس: دل الحديث على عدم استحباب التطوع بصيام شهر بأكمله، لأنه لم يكن من هديه -صلى الله عليه وسلم- كما أخبرت عائشة في الحديث.
كما يستحب ألا يخلي شهراً من صيام بعض أيامه، فقد جاء في إحدى روايات حديث عائشة المتقدم قولها:«ما علمته -صلى الله عليه وسلم- صام شهراً كله إلا رمضان، ولا أفطره كله حتى يصوم منه»(٢).