وقوله:(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) أي: فبأي الآلاء (٣) -يا معشر الثقلين، من الإنس والجن-تكذبان؟ قاله مجاهد، وغير واحد. ويدل عليه السياق بعده، أي: النِّعَمُ ظاهرة عليكم وأنتم مغمورون بها، لا تستطيعون إنكارها ولا جحودها (٤)، فنحن نقول كما قالت الجن المؤمنون:"اللهم، ولا بشيء من آلائك ربنا نكذِّب، فلك الحمد". وكان ابن عباس يقول:"لا بأيِّها يا رب". أي: لا نكذب بشيء منها.
قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عُرْوَة، عن أسماء بنت أبي بكر قالت: سمعت رسول الله ﷺ وهو يقرأ، وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر، والمشركون يستمعون (٥)(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)(٦).
(١) في أ: "خضرة". (٢) انظر الأبيات في السيرة النبوية لابن هشام (١/ ٢٢٨). (٣) في م: "آلاء". (٤) في م: "جحدها". (٥) في م: "يسمعون". (٦) المسند (٦/ ٣٤٩).