صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد. ومعي سيف ردئ فجعلت أنقف رأسه بسيفي وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة حتى ضعفت يده فأخذت سيفه فرفع رأسه فقال: على من كانت الدائرة لنا أو علينا ألست رويعينا بمكة؟ قال: فقتلته، ثم أتيت النبي ﷺ فقلت قتلت أبا جهل، فقال الله الذي لا إله إلا هو؟ فاستحلفني ثلاث مرات ثم قام معي إليهم فدعا عليهم (١).
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع، ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو يذب الناس عنه بسيف له، فقلت الحمد لله الذي أخزاك الله يا عدو الله. قال: هل هو إلا رجل قتله قومه، فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل فأصبت يده فندر (٢) سيفه فأخذته فضربته حتى قتلته قال ثم خرجت حتى أتيت النبي ﷺ كأنما أقل من الأرض فأخبرته فقال " الله الذي لا إله إلا هو؟ " فرددها ثلاثا، قال: قلت الله الذي لا إله إلا هو قال فخرج يمشي معي حتى قام عليه فقال: " الحمد لله الذي قد أخزاك الله يا عدو الله هذا كان فرعون هذه الأمة " وفي رواية أخرى قال ابن مسعود فنفلني سيفه. وقال أبو إسحاق الفزاري عن الثوري عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: أتيت رسول الله ﷺ يوم بدر فقلت: قد قتلت أبا جهل فقال: " الله الذي لا إله إلا هو؟ " فقلت الله الذي لا إله إلا هو مرتين - أو ثلاثا - قال فقال النبي ﷺ:" الله أكبر الحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده " ثم قال: " انطلق فأرنيه " فانطلقت فأريته فقال: " هذا فرعون هذه الأمة "(٣). ورواه أبو داود والنسائي من حديث أبي إسحاق السبيعي به. وقال الواقدي وقف رسول الله ﷺ على مصرع ابني عفراء فقال:" رحم الله ابني عفراء فهما شركاء في قتل فرعون هذه الأمة ورأس أئمة الكفر " فقيل يا رسول الله ومن قتله معهما؟ قال " الملائكة وابن مسعود قد شرك في قتله " رواه البيهقي (٤).
وقال البيهقي أخبرنا الحاكم، أخبرنا الأصم، حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن عنبسة بن الأزهر عن أبي إسحاق قال: لما جاء رسول الله ﷺ البشير يوم بدر بقتل أبي جهل استحلفه ثلاثة أيمان بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأيته قتيلا؟ فحلف له فخر رسول الله ﷺ ساجدا. ثم روى البيهقي من طريق أبي نعيم، عن سلمة بن رجاء، عن الشعثاء - امرأة من بني أسد (٥) - عن عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله ﷺ صلى ركعتين حين بشر بالفتح وحين جئ
(١) رواه البيهقي في الدلائل ٣/ ٨٨. (٢) ندر: سقط. (٣) رواه البيهقي في الدلائل ٣/ ٨٨ وأبو داود في كتاب الجهاد ١٤٢ عن محمد بن العلاء عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه .. والنسائي في السير - في السنن الكبرى - تحفة الاشراف ٧/ ١٦٢. (٤) دلائل النبوة ج ٣/ ٨٩ عن الواقدي، والخبر في المغازي ١/ ٩١. (٥) دلائل النبوة ج ٣/ ٨٩ وفيه قالت: دخل علي عبد الله بن أبي أوفى، فرأيته صلى الضحى ركعتين فقالت له امرأته: إنك صليت ركعتين فقال .. وذكر تمام الحديث.