وسكت الداني وأبو داوود عن موضع {عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}[الأحقاف: ٣٣](١)، وأطلق الشاطبي الحذف في الموضعين [الأحقاف: ٣٣، القيامة: ٤٠] معًا، ولم يذكر خلافًا، والعمل في المصحف المحمدي على الإثبات، وفي مصحف المدينة على الحذف.
وعند الداني وأبي داوود أن الحذفَ في الياءِ الأخيرةِ مع إثباتِ الأُولَى، مع ترجيحِ الحذفِ في الياءِ الأُولى، مع إثباتِ الياءِ الأخيرةِ (٢).
قال الإمام السخاوي (ت: ٦٤٣ هـ): «وقد رأيت في المصحف الشامي: {عَلَى أَنْ يُحْيِيَ}[القيامة: ٤٠] بياءين»(٣).
فإن اتصلَ بها ضميرٌ؛ وذلك نحو:{ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}[البقرة: ٢٨]، {وَإِذَا حُيِّيتُمْ}[النساء: ٨٦]، {ثُمَّ يُحْيِينِ}[الشعراء: ٨١]، و {قُلْ يُحْيِيهَا}[يس: ٧٩]، و {أَفَعَيِينَا}[ق: ١٥]، فإنها تُرسَمُ بياءَيْنِ (٤).
وقولُ الناظمِ:(وَعِلِّيِّينَ مِنْهُ) هذا استثناءٌ من التي لم يتصلْ بها ضميرٌ، فهي بإثباتِ الياءَيْنِ، وهو قولُه تعالى:{لَفِي عِلِّيِّينَ}[المطففين: ١٨]، يُشِيرُ إلى أنَّ مصاحفَ