وفي " الصحيحين " من حديث عبدالله بن زيد بن عاصم " أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة ولم يعط الأنصار. فكأنهم وَجَدوا. فقال: يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي. وكنتم متفرقين فألفكم الله بي. وعالة فأغناكم الله بي؟ فقالوا: الله ورسوله أمنّ. فقال: ألا تجيبون؟ لو شئتم لقلتم: جئتنا كذا
وكذا. . ." (١) الحديث. متفق عليه.
فيحتمل أن يقال في هذا كما قاله ابن حزم: لا يحل أن يمن إلا من كفر إحسانه وأسيء إليه فله أن يعدد إحسانه.
ويحتمل أن يقال - كما قاله (٢) شارح " الأحكام الصغرى "-: أن هذا دليل على إقامة الحجة عند الحاجة إليها على الخصم. ولما كانت نعمة الإيمان أعظم النعم قدمها. ثم نعمة الألفة أعظم من نعمة المال " لأن المال يبذل في تحصيلها. والله أعلم (٣) .
(١) أخرجه البخاري في " صحيحه " (٤٠٧٥) ٤: ١٥٧٤ كتاب المغازي، باب غزوة () الطائف. (٢) في ج: قال. () (٣) في ج: تم الجزء الأول من شرح المصنف بالتمام والكمال والحمد لله على كل حال () يد كاتبه الفقير محمد برعي الشافعي يوم الثلاثاء المبارك.