و" لما دفن عمر عند عائشة كانت تستتر منه وتقول: إنما كان أبي وزوجي، فأما عمر فأجنبي ".
(ويعرف) الميت (زائره يوم الجمعة قبل طلوع الشمس). قاله أحمد.
وفي " الغنية ": يعرفه كل وقت، وهذا الوقت لآكد.
(ويتأذّى بالمنكر عنده، وينتفع بالخير) عنده؛ لما تقدم من مجيء الاثار بذلك.
ويجب الأيمان بتعذيب الموتى في قبورهم، واختلف في كيفيته فقال القاضي: هو واقع على الروح (١) والبدن بأن يخلق الله فيهما إدراكاً للتعذيب. وقال ابن عقيل وابن الجوزي: هو واقع على الروح فقط.
وقال ابن الجوزي أيضاً: ومن الجائز أن يجعل الله للبدن تعلقاً بالروح فتعذب في القبر.
(وسن) لزائر الميت فعل (ما يخفِّف عنه) أي: عن الميت، وظاهره (ولو بجعل جريدة رَطبةٍ في القبر)؛ للخبر، و " أوصى به بريدة "(٢) . ذكره البخاري، وفي معناه: غرس غيرها، وأنكر ذلك جماعة من العلماء.
وكره الحنفية: قلع الحشيش الرطب منها قالوا: لأنه يُسبّح. فربما يأنس الميت بتسبيحه.
(و) لو بـ (ذكر وقراءةٍ عنده) أي: عند القبر.
قال في " شرح مسلم ": إن العلماء استحبوا القراءة عند القبر؛ لخبر الجريدة؛ لأنه إذا رجي التخفيف بتسبيحها فالقراءة أولى.
ولا تكره القراءة على القبر على الأصح من الروايتين.
وروي عنه: أنه رجع عن القول بالكراهة؛ وذلك لما روي " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وضعت ابنته في اللحد تلا قوله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ
(١) في ج زيادة لفظ: فقط، وهي غير مناسبة. (٢) ذكره البخاري في " صحيحه " تعليقاً ١: ٤٥٧ كتاب الجنائز، باب الجريد على القبر.