وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ «(١)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيم (٢)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ»(٣).
وهذا القول هو الظاهر من كلام الإمام ابن تيمية في عقيدته الواسطية، يقول:" وتنصب الموازين فتوزن فيها أعمال العباد"(٤).
وهو الذي رجحه الحافظ ابن حجر فقال:" والصحيح أن الأعمال هي التي توزن "(٥)، واختاره الشيخ محمد رشيد رضا في تفسيره (٦)، وترجم له الإمام البخاري في صحيحه فقال:" باب قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} وأن أعمال بني آدم وقولهم يوزن "(٧).
وهذا الذي نقله الإمام ابن تيمية عن الإمام الزهري حين قال:"وما من أحد إلا يوزن قوله وعمله"(٨).
(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء ح (٢٢٣)، دار إحياء التراث العربي. (٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب فضل التسبيح ح (٦٤٠٦)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر، باب فضل التهليل والتسبيح ح (٢٦٩). (٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب في حسن الخلق ح (٤٧٩٩). (٤) ابن تيمية: مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف - المدينة النبوية (٣/ ١٤٦). (٥) ابن حجر: فتح الباري، دار المعرفة - بيروت، ١٣٧٩ هـ (١٣/ ٥٣٩) (٦) محمد رشيد رضا: تفسير المنار، الهئية المصرية العامة للكتاب، ١٩٩٧ م، (٨/ ٢٨٨) (٧) البخاري: صحيح البخاري، دار طوق النجاة، ط ١ ١٤٢٢ هـ (٩/ ١٦٢) (٨) ابن تيمية: الإيمان، المكتب الإسلامي - بيروت، ط ٤ ١٤١٣ هـ، ص (٢٣١).