- وفي الصحيحين: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ المَدِينَةِ، أَوْ مَكَّةَ، فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ» ثُمَّ قَالَ: «بَلَى، كَانَ أَحَدُهُمَا لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَكَانَ الآخَرُ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»(١).
قال الإمام الخطابي:"وفيه إثبات عذاب القبر"(٢).
وقال الإمام تاج الدين الفاكهاني:"فيه نص صريح على إثبات عذاب القبر - أجارنا الله منه - كما هو مذهب أهل السنة، وقد اشتهرت الأخبار بذلك"(٣).
وقال الإمام ابن بطال:" أن عذاب القبر حق يجب الإيمان به والتسليم له وهو مذهب أهل السنة"(٤).
- وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ... «إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالعَشِيِّ، إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»(٥).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوضوء: ح (٢١٦)، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب الدليل على نجاسة البول ووجوب الاستبراء منه ح (٢٩٢). (٢) الخطابي: معالم السنن، المطبعة العلمية - حلب، ط ١ ١٣٥١ هـ، (١/ ١٩) (٣) الفاكهاني: رياض الأفهام، دار النوادر -دمشق، ط ١ ١٤٣١ هـ (١/ ٢٣٢) (٤) ابن بطال: شرح صحيح البخاري، مكتبة الرشد - الرياض، ط ٢ - ١٤٢٣ هـ (١/ ٣٢٤) (٥) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجنائز: ح (١٣٧٩)،وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ح (٢٨٦٦).