ثم إنه لا خلاف أن جميع أولاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من خديجة - رضي الله عنها - سوى إبراهيم فإنه من مارية القبطية, /وكان ميلاده في ذي الحجة سنة ثمان, وقال الواقدي: مات إبراهيم يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر وهو ابن ثمانية عشر شهرًا ودفن في البقيع (١).
(تذييل) وفي مسند الفريابي: "أن خديجة - رضي الله عنها - دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موت القاسم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي تبكي, فقالت: يا رسول الله لو كان عاش حتى يستكمل الرضاعة لهون عليَّ. فقال - صلى الله عليه وسلم -: إن له مرضعًا في الجنة يستكمل رضاعته فقالت: لو أعلم ذلك لهون عليَّ. فقال: إن شئت أسمعتك صوته في الجنة فقالت: (٢) بل أصدق الله ورسوله"(٣).
قال السهيلي: وهذا فقهها - رضي الله عنها - كرهت أن تؤمن بهذا الأمر معاينة فلا يكون لها أجر الإيمان بالغيب هذا (٤).
(١) الطبقات الكبرى (١/ ١١٥). (٢) فقال في ب (٣) الروض الأنف في شرح السيرة النبوية لابن هشام، حديث تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة رضي الله عنها: (٢/ ١٥٧)، ولم يذكر السند. (٤) المصدر نفسه (٢/ ١٥٧).