(باب فَضْلِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ) والمراد من الاتباع أن يتبع الجنازة ويصلي عليها / وليس المراد أن يتبع ثم ينصرف بغير صلاة؛ وذلك لأن الاتباع إنما هو وسيلة إلى أحد المقصودين من الصلاة والدفن، فإذا تجردت الوسيلة عن المقصود لم يحصل المترتب على المقصود، وإن كان يرجى أن يحصل لفاعل ذلك فضل ما بحسب نيته، وقد روي سعيد بن منصور من طريق مجاهد قال:"اتباع الجنازة أفضل النوافل"(١) وفي رواية عبد الرزاق عنه: "اتباع الجنازة أفضل من صلاة التطوع"(٢).
وقال الزين ابن المنير ما حاصله أن المراد من الترجمة إثبات الأجر والترغيب فيه لا تعيين الحكم؛ لأن الاتباع من الواجبات على الكفاية فالمراد بالفضل ذلك، لا قسيم الواجب، وأجمل لفظ الاتباع تبعًا للفظ الحديث الذي أورده، إلا أن القيراط لا يحصل إلا لمن اتبع وصلى أو اتبع
(١) فتح الباري (٣/ ١٩٣). (٢) المصنف عبد الرزاق، كتاب الجنائز، باب فضل اتباع الجنائز (٣/ ٤٥١) (٦٢٧٤)، من طريق الثوري، عن عثمان بن الأسود عن مجاهد.