وهذا الحديث احتجّ به العلماء ومنهم ابن عبد البرّ على أنّه مفسِّرٌ لقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "قولوا: اللّهُمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على آل إبراهيم إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد "(١).
ومنها قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو على المنبر:" يا معشرَ المسلمين، من يعذرُني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟! فوالله ما علمت على أهلي إلاّ خيرا "(٢) والمعنى من يقوم بعذري إن جازيت من آذاني في أهلي (عائشة) على قبيح صنعه، وقيل المعنى: من ينصرني.
ومنها ما حدّث به زيد بن أسلم حصين بن سَبْرة ومن معه من أنّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قام يوما خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة، فبعد أن حمد الله وأثنى عليه كان ممّا قاله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا تارك فيكم ثَقَلين: أوّلهما، كتاب الله، فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثّ على كتاب الله، ورغّب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي أذكّركم اللهَ في أهل بيتي، أذكّركم اللهَ في أهل بيتي، أذكّركم اللهَ في أهل بيتي، فقال له حصين: وَمَنْ أهلُ بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرمَ الصّدقة بعده ... "(٣).
فنساء النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته الّذين يساكنونه ويعولهم، فإن قالوا: لكنّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - نصّ على أنّ أهل بيته من حُرِمَ الصَّدقة بعده، وهم:" آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس"(٤).
(١) مسلم" صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٢/ج ٤/ص ١٢٧) كتاب الصّلاة. (٢) البخاري" صحيح البخاري " (م ٣/ ج ٥/ص ٧) كتاب تفسير القرآن، ومسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٩/ ج ١٧/ ص ١٠٩) كتاب التّوبة. (٣) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّووي " (م ٨/ ج ١٥/ ص ١٧٩) كتاب فضائل الصّحابة ـ رضي الله عنهم ـ. (٤) المرجع السَّابق.