وهذه المرأة هي أمّ جميل بنت حرب أخت أبي سفيان امرأة أبي لهب حمَّالة الحطب، كما روى الحاكم في " المستدرك "(١) عن زيد بن الأرقم.
مقالة عبد الله بن أبيّ وما نزل من القرآن
روى مسلم عن أنس بن مالك، قال:" قيل للنَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ لو أتيْتَ عبْدَ الله بن أبيّ، قال: فانْطلقَ إليه ورَكبَ حماراً، وانْطلقَ المسلمون، وهي أرضٌ سَبِخَةٌ، فلمّا أتاه النَّبيُّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ، قال: إليك عنّي، فوالله لقدْ آذاني نتْنُ حِمَاركَ، قال: فقال رجلٌ من الأنصار: والله لحمارُ رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ أطيَبُ ريحاً منك! قال: فغضب لعبد الله رجلٌ من قومه، قال: فغضب لكلِّ واحد منهما أصْحابُه، قال: فكان بينهم ضَرْبٌ بالجريد وبالأيدي وبالنّعال، قال: فبلغنا أنّها نزلت: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ... (٩)} [الحجرات] "(٢).
مقالة لَبِيْد وإسلامه
سمع ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ الشّعر واستنشده، وقد ثبت أنّه قال:" أشْعَرُ كلمة تكلّمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل "(٣).
ولهذا البيت حكاية ملخّصها أنّ عثمان بن مظعون ـ رضي الله عنه ـ كان في نادٍ من قريش وفيهم لبيد العامري فأنشد قصيدته حتّى وصل:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل
فقال له عثمان: صدقت، فلمّا أنشد عجزه، وهو:
وكلّ نعيم لا محالة زائل
(١) الحاكم " المستدرك " (ج ٢/ص ٥٢٦) كتاب التّفسير. (٢) مسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٦/ج ١٢/ص ١٥٩) كتاب الجهاد والسّير. (٣) مسلم " صحيح مسلم بشرح النّوويّ " (م ٨/ج ١٥/ص ١٢) كتاب الشّعر.