ومن جملة ما تضمّنته التّوراةُ والإنجيلُ الإشارة إلى أصحاب النّبيّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ وبيان طائفة من صفاتهم، فقد جاء مَثلُهم في التّوراة، قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ... (٢٩)} [الفتح].
وجاء مثلهم في الإنجيل، قال تعالى {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ... (٢٩)} [الفتح].
مبعثه ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ
قال تعالى: {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ... (١٢٤)} [الأنعام]، قال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ:" أُنْزِلَ على رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ وهو ابن أربعين، فمكث ثلاث عشرة سنةً، ثمّ أُمِرَ بالهجرة؛ فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين، ثمّ توفيّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ "(١).
وقد بُعِثَ النّبيُّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ من خير قرون بني آدم، روى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ، قال:" بُعثْتُ من خير قُرون بني آدم قَرْناً فَقَرناً، حتّى كنتُ من القرن الّذي كنتُ فيه "(٢).
وصحّ عن النَّبيِّ ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ أنّه قال:" خير النّاس قرني، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم "(٣).
وكانت رسالته للنّاس كافّة: عربهم وعجمهم، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٢٨)} [سبأ]، فرسالته ـ
(١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ٢٣٨) كتاب أحاديث الأنبياء. (٢) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٦٦) كتاب أحاديث الأنبياء. (٣) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٨٩) كتاب أحاديث الأنبياء.