{إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا،} كان إذا قرئ عليه القرآن، {قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ}(١٣)؛أحاديثهم وأباطيلهم التي سطّروها في الكتب، وهذه الآية عامّة في كلّ كافر يقول مثل مقالته، والمعتدي هو المتجاوز عن الحدّ في المعصية، والأثيم كثير الإثم.
قوله تعالى:{كَلاّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ}(١٤)؛أي حاشا أن يكون القرآن أساطير الأوّلين، بل غلب على قلوبهم ما كانوا يكسبون من الكفر والمعصية، يقال: رانت الخمر على عقله إذا سكر فغلبت على عقله، ويقال في معنى الرّين: إنّه كثرة الذّنوب كالصّدى يغشى على القلب، وقال الحسن:«هو الذنب على الذنب حتّى يموت القلب»(١).وقال مجاهد:«هو الطّبع»(٢).
وفي الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: [المؤمن إذا أخطأ خطيئة كانت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منها، وإن لم يتب زادت حتّى تعلو قلبه في الرّين الّذي قال الله في كتابه {(بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ)}] (٣).
{ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ}(١٦)؛أي أنّهم مع كونهم ممنوعون عن الجنّة ونعيمها، يدخلون الجحيم غير خارجين منها أبدا،
{ثُمَّ يُقالُ؛} لهم على وجه التّقريع على طريق الذمّ، {هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ}(١٧)؛في الدّنيا. وقيل: معناه محجوبون عن رؤية الله تعالى.
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٨٣٨١) بإسنادين. (٢) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (٢٨٣٨٣) مطولا وبأسانيد، وفي الأثر (٢٨٣٨٥). (٣) أخرجه الطبري في جامع البيان: الحديث (٢٨٣٨٠) عن أبي هريرة رضي الله عنه بأسانيد. والإمام أحمد في المسند: ج ٢ ص ٢٩٧.والترمذي في الجامع: أبواب التفسير: الحديث (٣٣٣٤)،وقال: حديث حسن صحيح.