وقيل: معنى {(سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ)} أي سنريهم ما نفتح من القرى على محمّد صلّى الله عليه وسلّم في النواحي والأطراف {(وَفِي أَنْفُسِهِمْ)} فتح مكّة (١).قال الحسن: يعني (سنريهم ظهور محمّد على الآفاق وعلى مكّة حتّى يعرفوا أنّه مؤيّد من قبل الله تعالى بعد أن كان واحدا لا ناصر له)(٢).وذلك معنى قوله تعالى:{حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ؛} أي ما يقول لهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم هو الحقّ.
أو لم يكف بربك شاهدا أنّ القرآن من الله وأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم صادق وشهيد هو العالم.
قوله تعالى:{أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقاءِ رَبِّهِمْ؛} معناه: ألا إنّهم في شكّ من البعث والثواب والعقاب، {أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ}(٥٤)؛أحاط بكلّ شيء علما؛ إنّه يعلم الغيب والشّهادة.
آخر تفسير سورة حم السجدة (فصلت)،والحمد لله رب العالمين
(١) قاله الطبري في جامع البيان: مج ١٣ ج ٢٥ ص ٧.ونقله عن السدي في الأثر (٢٣٦٣٢)،عن المنهال في الأثر (٢٣٦٣١). (٢) نقله البغوي في معالم التنزيل: ص ١١٥٤ عن مجاهد والحسن والسدي والكلبي.