لغتان، ولم يختلفوا في الزّخرف أنه بالضّمّ؛ لأنه بمعنى التّسخير (١).
قوله تعالى:{حَتّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ}(١١٠)؛ لاشتغالكم بالسّخرية منهم وبالضّحك، فنسب الأنبياء إلى عباده المؤمنين، وإن لم يفعلوا؛ لما أنّهم كانوا السبب فيه.
قوله تعالى:{إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا؛} على أذيّتكم واستهزائكم، {أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ}(١١١)؛في الجنّة. قرأ حمزة والكسائيّ «(إنّهم)» بالكسر على الاستئناف، وقرأ الباقون بالفتح على معنى جزيتهم بالفوز (٢).
قوله تعالى:{قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ}(١١٢)؛أي كم لبثتم في القبور؟ وقيل المكث في الدنيا، يقول الله تعالى للكفار يوم البعث: كم لبثتم في الأرض عدد سنين؟
{قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ؛} فيرون أنّهم لم يلبثوا إلاّ يوما أو بعض يوم لعظم ما هم فيه من العذاب، نسوا ذلك. ويقال: يلحقهم دهشة وحيرة فينسون ذلك. وقوله تعالى:{فَسْئَلِ الْعادِّينَ}(١١٣)؛يعني الملائكة الذين يحفظون عليهم آجالهم. وقرأ ابن كثير: «(قل كم لبثتم)» على فعل الأمر، وقوله:
{قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّ قَلِيلاً؛} في جنب لبثكم في العذاب (٣)؛ {لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(١١٤)
قوله تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً} أي أظننتم أنا خلقناكم للعبث تأكلون وتشربون وتفعلون ما تريدون وتموتون، {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ}(١١٥)؛أي فلا تحشرون للحساب، ولا ترجعون إلى موضع لا تملكون فيه لأنفسكم ضرّا ولا نفعا؟
قال ابن عبّاس:(معناه: أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثا كما خلقنا البهائم، لا ثواب لها ولا عقاب عليها لما قال {أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} (٤) أي يهمل
(١) ينظر: الحجة للقراء السبعة: ج ٣ ص ١٨٧. (٢) ينظر: الحجة للقراء السبعة: ج ٣ ص ١٨٩. (٣) ينظر: الحجة للقراء السبعة: ج ٣ ص ١٨٩. (٤) القيامة ٣٦/.