الحور العين، فقال له الحسن:(بئس الخاطب أنت، تخطب وأنت تعبث).وقال قتادة:(الخشوع هو وضع اليمين على الشّمال في الصّلاة).وقال بعضهم:(هو جمع الهمّة لها والإعراض عمّا سواها).
(معناه: عن المعاصي معرضون)،وقال الزجّاج:(اللّغو هو كلّ باطل ولهو ولعب وهزل).وقيل: اللّغو الذي يعرضون عنه: هو كلّ ما لا فائدة فيه، ومنه قوله تعالى:
{وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً}(١) أي شغلهم الجدّ فيما أمرهم الله به عن كلّ باطل ولهو ولعب، وعن كلّ ما لا فائدة فيه من قول وفعل. وقال مقاتل: اللّغو (هو الشّتم والأذى)(٢).
قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ}(٤)؛أي مؤدّون، فعبّر عن التأدية بالفعل لأنه فعل. قال ابن عبّاس:(يعني به الصّدقة الواجبة)،وقيل: معناه:
والذين هم للعمل الصالح فاعلون، ويدخل في هذا كلّ فعل يذكر به الإنسان ويحمد عليه، كما يقال: ما أعطى الله أحدا نعمة إلاّ أوجب عليه فيها زكاة، فزكاة العلم نشره وتعليمه، وزكاة الجاه إعانة الملهوف.
قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ}(٥)؛أي يحفظونها عن الحرام، ويغضّون البصر عما لا يحلّ لهم.
قوله تعالى:{إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}(٦)؛أي يلامون في إطلاق ما حرّم عليهم إلاّ على أزواجهم وإمائهم فإنّهم لا يلامون فيه. قال مجاهد:(يفرض على الرّجل حفظ فرجه إلاّ من امرأته وأمته، فإنّه لا يلام على ذلك).
قوله تعالى:{فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ}(٧)؛أي من طلب للوطء طريقا سوى ما أحلّ الله من النساء الأربع أو ما ملكت أيمانهم فأولئك هم المجاوزون من الحلال إلى الحرام، فمن زنى فهو عاد.
(١) الفرقان ٧٢/. (٢) قاله مقاتل في التفسير: ج ٢ ص ٣٩٢.