كتابه. قوله تعالى:{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ؛} لذنوبهم {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}(٧٤) في الجنّة بأن يطعمهم طعاما يصير كالمسك رشحا ولا يستحيل في أجوافهم نجوا (١).
قوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ} معناه: والذين آمنوا من بعد المهاجرين السّابقين، وهاجروا إلى المدينة وجاهدوا معكم الكفار، فأولئك منكم في الدّين والنّصرة.
قوله تعالى:{وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ؛} أي أن الأقارب بعضهم أولى ببعض في الميراث من غيرهم، هاجروا أو لم يهاجروا إذا كانوا مسلمين، قوله تعالى:{فِي كِتابِ اللهِ؛} يجوز أن يكون المراد بالكتاب القرآن، ويجوز أن يكون معناه في اللوح المحفوظ، ويجوز أن يراد بالكتاب الحكم، كما قال الله تعالى:{كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ}(٢) أي حكم الله، وقوله تعالى:{إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(٧٥)؛أي عليم بكلّ ما فرض من المواريث وغير ذلك.
قال قتادة:(وذلك أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم آخى بين المهاجرين والأنصار، وكانوا يتوارثون بالإسلام والهجرة، وكان الرّجل يسلم ويهاجر، وكان لا يرث أخاه)(٣)، فنسخ الله ذلك بقوله: {(وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ)} وصارت الوراثة بالقرابة كما ذكر الله في سورة النّساء، وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم:[لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونيّة](٤).
(١) النّجو: ما يخرج من البطن و (استنجى) مسح موضع النّجو أو غسله. (٢) المجادلة ٢١/. (٣) أخرجه الطبري في جامع البيان: الأثر (١٢٧١١) مختصرا. وابن أبي حاتم في التفسير: الحديث (٩٢٠٦) عن الزبير بن العوام، وفيه قصة ذلك. (٤) رواه البخاري في الصحيح: كتاب الصيد: باب لا يحل القتال بمكة: الحديث (١٨٣٤)،وفي كتاب الجهاد: باب فضائل الجهاد: الحديث (٢٧٨٣)،وباب لا هجرة بعد الفتح: الحديث (٣٠٧٧).ومسلم في الصحيح: كتاب الحج: باب تحريم مكة وصيدها: الحديث (١٣٥٣/ ٤٤٥).