إضافة لما أفاده من الخبر التكويني، مثال ذلك قوله تعالى: وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ [البقرة: ٢/ ٢٢٨]، فهو خبر أفاد معنى:(تربصن أيها المطلّقات)، ومثله قوله سبحانه:
لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ [البقرة: ٢/ ٢٣٣]، أفاد معنى:(لا تظلموا ولا تظلموا).
[ثمرة الخلاف:]
لا شك أن معنى النهي عن المضارّة موجود في كلا القراءتين، على أساس أنه في قراءة النصب نهي محض، وفي قراءة الرّفع خبر أفاد معنى النّهي، وهذا المعنى تتّحد به القراءتان. ولكن تزيد قراءة الرفع معنى جديدا، وهو إثارة الباعث الإنساني لدى المرأة، التي قد تدفعها أزمة الطلاق إلى إيذاء نفسها وولدها مضارّة بالزوج، فأخبرت الآية أن هذا ليس شأن المرأة العاقلة الصالحة.
وكما نرى فليس بين الآيتين تعارض، بل تتكامل فيهما المعاني للدلالة على مقاصد بديعة.