وحجتهم قوله عزّ وجلّ حكاية عن إخوة يوسف: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [يوسف: ١٢/ ٦٣]، فقال يعقوب حين قالوا: وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً، وأخرى وهي أن في حرف عبد الله- بن مسعود-: (فالله خير الحافظين) جمع حافظ.
وقرأ الباقون:(فالله خير حفظا)، وحجتهم: قوله: وَنَحْفَظُ أَخانا [يوسف: ١٢/ ٦٥]، فلما أضافوا إلى أنفسهم قال يعقوب:(فالله خير حفظا) من حفظكم الذي نسبتموه إلى أنفسكم.
قال الفرّاء:(حفظا) تجعل ما بعد (خير) مصدرا، وتنصب على التفسير، وتضمر بعد (خير) اسم المخاطبين. فكأن تقديره:(فالله خيركم حفظا). وجرى مجرى قولك:(فلان أحسن وجها)، تريد:(أحسن الناس وجها) ثم تحذف القوم، فكذلك (خيركم حفظا)، ثم تحذف الكاف والميم. قال الزّجاج:(حفظا) منصوب على التمييز، و (حافظا) منصوب على الحال، ويجوز أن يكون (حافظا) على التمييز أيضا (١).
[وثمرة الخلاف:]
أن قراءة حمزة والكسائي أفادتنا حكما ضروريّا، وهو أن من أسماء الله الحسنى: الحافظ، ومثل هذا الاسم لا يكون إلا عن توقيف، قال اللّقاني:
واختير أن اسماه توقيفية ... كذا الصفات فاحفظ السمعية (٢)
(١) حجة القراءات، ٣٦٢. وانظر سراج القاري، ٢٥٨. وعبارة الشاطبي: ... / ... يشاء نو ... ن دار وحفظا حافظا شاع عقّلا وانظر تقريب النشر ١٢٧، حيث جزم بضم خلف إليهم. (٢) انظر جوهرة التوحيد للشيخ إبراهيم اللّقاني، وشروحها كثيرة، ورقم البيت (٣٩).