ولا يخفى أن إنكار ابن عباس مستند إلى قياس، والقياس لا ينهض حجة في ردّ التواتر كما هو معلوم.
وتتضمن قراءة (يغلّ) معنى آخر أيضا، وهو أن أصحاب الأنبياء لا يجوز لهم بحال أن يغلوا أنبياءهم، فقد يظن بعض المنافقين أن غلولهم للأنبياء مغفور، لأن ما بين أيدي الأنبياء من المال إنما هو مال الأمة، وهم من الأمة، فجاءت الآية محذرة من هذا التوهم، مصرّحة بتحريم غلول الأموال في كل حال.
وحجتهم في ذلك أن الله عزّ وجلّ أمرهم بالعمل بما في الإنجيل كما أمر نبينا صلّى الله عليه وسلّم في الآية بعدها بالعمل بما أنزل الله إليه في الكتاب بقوله:
(١) حجة القراءات لأبي زرعة بن زنجلة، ط مؤسسة الرسالة، ٢٢٧. وانظر سراج القاري لابن القاصح العذري، ط البابي الحلبي، ٢٠٠. وعبارة الشاطبي: وحمزة وليحكم بكسر ونصبه ... يحركه تبغون خاطب كملا ولم يأت ابن الجزري في الدّرة على ذكر خلاف للثلاثة الباقين فدلّ أنهم قرءوا قراءة الجمهور.