وتسميته ناسخاً مجاز؛ لأنّ الناسخ في الحقيقة هو الله تعالى.
ويُعْرَفُ النسخُ بأمور:
١ - أصْرَحُها: ما ورد في النص، كحديث بُرَيْدَة في "صحيح مسلم": (كنتُ نَهيتُكم عن زيارة القبورِ، فَزُورُوها فإنها تُذَكِّرُ الآخرة)(٤).
(١) في الأصل حاشية بخط المصنف، نصها: "بلغ قراءة بحث عليّ". (٢) أَيْ: بالتاريخ. (٣) في قوله: "فإن عُرِف، وثبَت المتأخر، به، أو بأصرح منه، فهو الناسخ، والآخَرُ المنسوخ"، أقول: ليس مجرد التقدم والتأخر نسخاً، وإنما يكون نسخاً إذا كان النسخ مُراداً؛ وذلك بورودِ دليلِ الشرع على إرادةِ النسخ. (٤) مسلم، ١٩٧٧، الأضاحي، و ٩٧٧، الجنائز. واللفظ عنده: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: (نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا … )، الحديث. وفي لفظٍ: (كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ … ). وقوله: (فإنها تُذَكِّرُ الآخرة) ليس عند مسلم، وإنما أخرجها أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم"، ٣/ ٥٦، والترمذي، ١٠٥٤، وغيرهم. ويُنظر "فتح الباري"، ٣/ ١٤٨.