فلا تأمننّ الحيّ قيسًا فإنَّهم ... ... بنو محصنات لم تدنس حجورها
وإطلاق الرمي على رمي الشخص لآخر بلسانه بالكلام القبيح معروف في كلام العرب. ومنه قول عمرو بن أحمر الباهلي:
رماني بأمر كنت منه ووالدي ... ... ... بريئًا ومن أجل الطوى رماني
فقوله: رماني بأمر يعني أنه رماه بالكلام القبيح، وفي شعر امرىء القيس أو غيره:
وجرح اللسان كجرح اليد] (١).
١٠٤ - يطلق على سليمات الصدور، نقيّات القلوب، اسم البله مدحاً لا ذماً (٢).
[قوله:{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِناتِ}، وقد زاد في هذه الآية كونهنّ مؤمنات غافلات لإيضاح صفاتهنّ الكريمة.
ووصفه تعالى للمحصنات في هذه الآية بكونهنّ غافلان ثناء عليهن بأنهنّ سليمات الصدور نقيّات القلوب لا تخطر الريبة في قلوبهن لحسن سرائرهن، ليس فيهن دهاء ولا مكر؛ لأنهن لم يجربن الأمور فلا يفطن لما تفطن له المجربات ذوات المكر والدهاء، وهذا النوع من سلامة الصدور وصفائها من الريبة من أحسن الثناء، وتطلق العرب على المتّصفات به اسم البله مدحًا لها لا ذمًّا، ومنه قول حسّان رضي اللَّه عنه:
(١) - (٦/ ٨٦) (النور/ ٤ - ٥). (٢) - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز في مفرد، ويسمى اللغوي، من نوع إطلاق اللفظ، وإرادة عكسه، وانظر الإتقان (٣/ ١١٥). (٣) - (٦/ ٨٧ - ٨٨) (النور/٤، ٥).