وإذا كثر في كلام العرب تذكير وصف الأنثى باعتبار الشخص كما رأيت أمثلته، فكذلك لا مانع من تأنيثهم صفة الذكر باعتبار النسمة أو النفس، وورود ذلك لتأنيث اللفظ مع تذكير المعنى معروف؛ كقوله:
أبوك خليفة ولدته أخرى ... ... ... وأنت خليفة ذاك الكمال] (١).
٣٠ - الفلك يطلق على الواحد وعلى الجمع (٢)، وأنه إن أطلق على الواحد ذكر، وإن أطلق على الجمع أنّث.
(١) - (٦/ ١١٢ - ١١٣) (النور/٤، ٥). (٢) - ونوع المجاز هنا عند القائلين به هو المجاز اللفظي، فإذا أطلقت على الواحد فهو من باب: إطلاق الجمع على المفرد، ومثلوا له أيضاً بقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} (المؤمنون:٩٩)، أي: أرجعني، وإذا أطلقت وأريد بها الجمع فيكون من باب: إطلاق المفرد على الجمع، ومثلوا له أيضاً بقوله تعالى: {إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (العصر:٢)، أي: الأناسي. وانظر الإتقان (٣/ ١١٧ - ١١٨).وقال الثعالبي في سر العربية (ص/٣٦٢): [فصل فيما يقع على الواحد والجمع: من ذلك الفُلك قال الله تعالى: " في الفُلكِ المَشحونِ " فلما جمعه قال: " والفُلكِ التي تَجري في البَحرِ ". ومن ذلك قولهم: رَجُل جُنُبٌ ورِجال جُنُبٌ وفي القرآن: " وإن كنتم جُنُبا فاطَّهَروا ". ومن ذلك العدو. قال تعالى: " فإنهُمْ عَدُوٌ لي إلا رَبَّ العالمين " وقال: " وإن كانَ مِن قومٍ عَدوٍ لَكُم وهوَ مُؤمِنٌ ". ومن ذلك الضيف: قال الله عزّ وجلّ: " هؤلاء ضَيْفِي فَلا تَفْضَحونِ "].