أما ذم معاوية - رضي الله عنه - على ألسنة كثير من المهاجرين والأنصار فهذا كذب محض! فعمر - رضي الله عنه - المحدث الملهم مدحه وأثنى عليه وولاه الشام مدة خلافته وكذلك عثمان - رضي الله عنه -، وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية - رضي الله عنه - فلم يَشْكُ أحد منه , ولا اتهمه بجور ولا مظلمة مدة ولايته (١).
أما قول من قال:«ثبت ذمه على ألسنة كثير من المهاجرين والأنصار»، فلم يُورِدْ ولا إسنادًا واحدًا صحيحًا:
أولا: أثر علي - رضي الله عنه - لما طلبوا منه أن يبقي معاوية على الشام فتلا الآية الكريمة: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (٥١)} (الكهف:٥١)، رواه ابن عساكر في (تاريخ دمشق ٥٩/ ١٢٧)، وفي سنده نصر بن مزاحم رافضي كذاب.
ثانيًا: عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسلُّ سيفًا وشهد صِفِّين، وقال أنا لا أقتل أحدًا حتى يُقتَل عمار فأنظر مَن يقتله فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول:«تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ».
قال: فلما قتل عمار بن ياسر، قال خزيمة:«قد بان لي الضلالة»، واقترب فقاتل حتى قتل» (٢).
(١) انظر الاستيعاب (٦٩٩)، السير (٣/ ١٣٢)، منهاج السنة (٤/ ٣٦٩)، البداية والنهاية (٨/ ١٨). (٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (٣/ ٢٥٩)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٦/ ٣٧٠).