* قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قُبيل وفاته:«اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى أُمَرَاءِ الْأَمْصَارِ، وَإِنِّي إِنَّمَا بَعَثْتُهُمْ عَلَيْهِمْ لِيَعْدِلُوا عَلَيْهِمْ وَلِيُعَلِّمُوا النَّاسَ دِينَهُمْ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِمْ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَيَقْسِمُوا فِيهِمْ فَيْئَهُمْ وَيَرْفَعُوا إِلَيَّ مَا أَشْكَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِهِم». (رواه مسلم).
وقد توفي عمر ومعاوية - رضي الله عنهما - أمير الشام.
قال الإمام الذهبي - رحمه الله -: «حَسْبُكَ بِمَنْ يُؤَمِّرُهُ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ عَلَى إِقْلِيْمٍ ـ وَهُوَ ثَغْرٌ ـ فَيَضْبِطُهُ، وَيَقُوْمُ بِهِ أَتَمَّ قِيَامٍ، وَيُرْضِي النَّاسَ بِسَخَائِهِ وَحِلْمِهِ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ تَأَلَّمَ مَرَّةً مِنْهُ، وَكَذَلِكَ فَلْيَكُنِ المَلِكُ.
وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - خَيْرًا مِنْهُ بِكَثِيْرٍ، وَأَفْضَلَ، وَأَصْلَحَ، فَهَذَا الرَّجُلُ سَادَ وَسَاسَ العَالَمَ بِكَمَالِ عَقْلِهِ، وَفَرْطِ حِلْمِهِ، وَسَعَةِ نَفْسِهِ، وَقُوَّةِ دَهَائِهِ وَرَأْيِهِ» (١).
* وروى الطبري في التاريخ والبلاذري بسند صحيح عن سعيد المقبُري، قال: قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «تَذكرونَ كِسْرَى وقَيْصَرَ ودَهاءَهُما؛ وعندَكم معاوية».
* وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: ما رأيت بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أسْوَدَ (٢) من معاوية».
فقيل: ولا أبوك؟
قال: أبي عمر ـ رحمه الله ـ خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه (٣).
(١) سير أعلام النبلاء (٥/ ١٢٨). (٢) من السيادة. (٣) رواه الخلال في السنة (١/ ٤٤٣)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (٣/ ١٥٢)، وابن كثير في البداية والنهاية (٨/ ١٣٧).