فالظاهر أن هذا الدعاء منه - صلى الله عليه وآله وسلم - غير مقصود، بل هو مما جرت به عادة العرب فى وصل كلامها بلا نية كقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لبلال - رضي الله عنه -: «مَا لَهُ تَرِبَتْ يَدَاهُ»(١).
وقوله - صلى الله عليه وآله وسلم - لمعاذ:«ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ»(٢) ونحو ذلك.
ويمكن أن يكون ذلك منه - صلى الله عليه وآله وسلم - بباعث البشرية التى أفصح عنها هو نفسه - صلى الله عليه وآله وسلم - فى أحاديث كثيرة متواترة، منها قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيُّ عَبْدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا»(رواه مسلم).
وقد ختم الإمام مسلم - رحمه الله - بهذا الحديث الأحاديث الواردة في دعاء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يجعل ما صدر منه من سب ودعاء على أحد ليس هو أهلًا لذلك أن يجعله له زكاة،