٢ - ما رواه جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال:«كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس، يحمد الله، ويثني عليه بما هو أهله، ثم يقول: من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وخير الحديث كتاب الله»(١) .
وغيرهما من الأحاديث الواردة في هذا المعنى.
مناقشة هذه الأدلة: تناقش من ثلاثة وجوه:
الأول: أن هذا مجرد فعل، والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، بل على الاستحباب على القول الراجح (٢) ولم يرد ما
(١) أخرجه مسلم في صحيحه في الكتاب والباب السابقين ٢ / ٥٩٣، الحديث رقم (٨٦٧) . (٢) ينظر في هذه المسألة: المحصول للرازي ٣ / ٣٤٦ وما بعدها، والإحكام للآمدي ١ / ١٧٣ - ١٨٥، ورجح الاستحباب، والتمهيد لأبي الخطاب ٢ / ٣١٧ - ٣٢٩، وشرح الكوكب المنير ٢ / ١٨٧ - ١٨٨، وشرح العضد لابن الحاجب ٢ / ٢٣، ورجح الاستحباب، وإرشاد الفحول لشوكاني ص (٣٦ - ٣٨) ، ورجح الاستحباب أيضا، وفصل الكلام في المسألة ورجح الندب الأشقر في كتابه أفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودلالتها على الأحكام الشرعية ٢ / ٣٢٣ - ٣٨١.