للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الخطرة، فإن دفعها استراح ممَّا بعدها، وإن لم يدفعها قويت فصارت وسوسة؛ فكان دفعها أصعب، فإن بادر ودفعها وإلا قويت وصارت شهوة، فإن عالجها وإلا صارت إرادة، فإن عالجها وإلا صارت عزيمة، ومتى وصلت إلى هذه الحال لم يمكن دفعها، واقترن بها الفعل ولابد» (١).

فهذه الأمور إذا تنبَّه لها الإنسان أدرك أنَّ تحقيق باب سدِّ الذرائع بغضِّ البصر عن النساء وعن الصور المحرمة، وكذلك تجنب أسباب الفتنة كالأسواق ومجالس العوام الذين لا يُبالون بدينهم، وفي مقابل هذا مجالسة الصالحين وكثرة المكث في المساجد، والاعتزال في البيوت عند وجود الفتنة، وعدم مخالطة أهل الشرِّ، كل هذه من أعظم أسباب الوقاية من الذنوب والمعاصي.

ولهذا كان السلف في عصور مضت يرون أنَّ العُزلة قد آن وقتها؛ لكثرة الشر والفتنة، ولكنَّ العُزلة أيضًا لها أحكام


(١) «التبيان في أقسام القرآن» (ص ٢٦٣).

<<  <   >  >>