في الحقيقة إن الناس يتفاوتون في مواقفهم فيما يعرض لهم من الذنوب والخطايا بحسب علمهم بالشرع والقدر وهم في ذلك على مراتب:
[المرتبة الأولى]
مَنْ إذا عرض له الذنب نسبه إلى ربِّه، واستشعر أنه مجبور على فعله، ومن كان هذا حاله فيه شَبَهٌ من المشركين الذين أخبر الله عنهم بقوله: ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا﴾ [الأنعام: ١٤٨].
فهذا موقف الجبرية ومن تلبس ببدعتهم وضلالتهم، إذا أصاب أحدهم الذنب قال: لو شاء الله ما قدَّره عليَّ، ونسمع هذا من بعض المسلمين اليوم، إذا وقع في ذنب قال: لو شاء الله ما فعلت، ويحتجون بالقدر على الذنوب.