للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وبهذا يتبين تفاوت الناس تفاوتًا عظيمًا في هذه المراتب، فأين منزلة من يقول: إنَّ الله قدَّر عليَّ الذنب وأنا مجبور عليه، مِنْ منزلة من يعرف أنَّ الذنب ذنبه وأنَّ الله حكيم في تقديره وأنَّ الله ما قدَّر عليه الذنب إلَّا بسبب تقصيره، ثُمَّ يُثني على ربِّه ويمقت نفسه ويستغفر ربَّه ويدعو الله، فأين هذه المنزلة من تلك؟

[٤ - الوقاية من الذنوب والمعاصي والعلم بمكفراتها]

ثُمَّ إن من أسباب تزكية النفس أيضًا: أن يكون العبد على علم بأسباب الوقاية من الذنوب وعلى علم بالمكفرات، إذا أصابه ذنب يعلم ما الذي يكفره من الطاعات، وهذا ما أرشد إليه النبي معاذ بن جبل عندما بعثه لليمن فقال: «اتَّقِ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» (١).


(١) رواه الإمام أحمد من حديث معاذ، حديث رقم (٢٢٠٣٩)، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب: ما جاء في معاشرة الناس، حديث رقم (١٩٨٧)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير حديث رقم (٩٧).

<<  <   >  >>