فقال الشافعي: أنشدك الله أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم؟
فقال: بل صاحبكم أي مالك.
قال الشافعي: أنشدك الله أصاحبنا أعلم بسنة النبي ﷺ أم صاحبكم؟
فقال: بل صاحبكم.
قال الشافعي: أنشدك الله أصاحبنا أعلم بآثار السلف أم صاحبكم؟
فقال: بل صاحبكم.
فقال الشافعي: من كان أعلم بكتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، وآثار السلف كان أعلم بالقياس (١).
الفائدة الثانية: الرجوع إلى أهل العلم للترجيح عند الخلاف، فلما تمارى ابن عباس ﵄ مع الحر رجعا إلى أبي بن كعب ﵁ يسألانه عن ذلك.
الفائدة الثالثة: الأدب عند الجدال والمناظرة، ويظهر ذلك في قول ابن عباس لأبيٍّ: إِنِّي تَمَارَيْتُ أَنَا وَصَاحِبِي هَذَا فِي صَاحِبِ مُوسَى، فعبر عنه بالصاحب.
وذلك لأن الأصل أنَّ المناقشة والمماراة في الحق تكون من أجل الوصول للحق، وليس من أجل الانتصار للنفس.
• قال الشافعي: ما ناظرت أحدًا قط على الغلبة إلا على الحق (٢).
• وقال أيضًا: ما ناظرت أحدًا قط إلا أحببت أن يُوَفَّق ويُسَدَّد ويُعَان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ (٣).