ترجم البخاري ﵀ للباب السابق بقوله:«بَابُ مَنْ سُئِلَ عِلْمًا وَهُوَ مُشْتَغِلٌ فِي حَدِيثِهِ، فَأَتَمَّ الحَدِيثَ ثُمَّ أَجَابَ السَّائِلَ»، وترجم لهذا الباب بقوله:«بَابُ مَنْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالعِلْمِ»، ومناسبة هذا الباب لما قبله هي: أنَّ العالِم قد يحتاج في إجابته لرفع صوته حتى يعقل المتعلم، أو لأنه لما ذكر فضل العلم، ثم أدب طلب العلم، ذكر تبليغ العلم، والتبليغ قد يحتاج إلى رفع الصوت للفهم، أو لكثرة الحاضرين فيلزم ذلك حتى يصل الصوت إليهم، وقد كان النبي ﷺ يرفع صوته بالموعظة كأنه منذر جيش (٢)، وأصل العلم والموعظة لا يكون برفع الصوت إلا إذا احتيج لذلك.
(١) من لطائف هذا الإسناد: ١ - أنَّ فيه التحديث أي قوله (حدثنا)، وكذلك العنعنة أي قوله (عن). ٢ - أنَّ رواته ما بين بصري وواسطي ومكي. (٢) أخرج مسلم في صحيحه (٢/ ٥٩٢ ح ٨٦٧) من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: كَان رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَاخَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلا صَوْتُهُ، واشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ.