الفائدة الأولى: استحباب الرحلة فى طلب العلم، والبحث عن الحق لذلك قال الشعبي ﵀:" لو أنَّ رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن لحفظ كلمة تنفعه فيما بقى من عمره لم أر سفره يضيع "(١).
الفائدة الثانية: الأخذ بشهادة المرأة فيما يخص النساء؛ لأن النبى ﷺ أخذ بشهادة المرأة فى مسألة الرضاع؛ وهذا لأن مسألة الرضاعة تخص النساء.
الفائدة الثالثة: أيضًا من الفوائد أنَّ الأصل فى المسلم العدالة لذا قبل النبى ﷺ شهادتها دون السؤال عن عدالتها أو عن صدقها.
الفائدة الرابعة: الحديث فيه دليل على أنَّ الأصل فى الإبضاع التحريم، فعند الشك يرجع إلى الأصل؛ لذلك لما قال عقبة لم أسمع بهذا قبل هذا، فقال النبى ﷺ كيف وقد قيل، وإن شك فى الإرضاع، فالأصل فى الإبضاع التحريم وهى لا تحل إلا بعقدٍ أو بدليلٍ يدل على ذلك، فأرجعه النبى ﷺ إلى الأصل وهو التحريم، وأمره بمفارقتها.
الفائدة الخامسة: وفيه أيضًا دليل على فضل العلم، وأنه من المنازل العالية التى يرحل إليها.
(١) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني (٤/ ٣١٣)، صفة الصفوة لابن الجوزي (٢/ ٤٣) ط دار الحديث. قال أبو الفضل العباس بن محمد الخراساني: رَحَلْتُ أَطلُبُ أَصْلَ العِلْم مُجْتَهِدًا وزينَةُ المَرْء في الدُّنْيَا الأحَادِيثُ لا يَطلُبُ العِلْمَ إلَّا بَاذِلٌ ذَكَرٌ وَلَيْسَ يَبْغَضُهُ إلَّا المَخَانِيْثُ وقال إبراهيم بن أدهم: إنَّ الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أهل الحديث.