قد قلتُ إذ غيَّبوهُ وانصرفوا … في خيرِ قبرٍ بخير مدفونِ
لن يَجبُرَ اللهُ أمَّة فَقَدَتْ … مثلكَ إلَّا بمثلِ هارونِ
فقال دعبل يعارضه:[من المنسرح]
قد قلتُ إذ غيَّبوه وانصرفُوا … في شرّ قبرٍ بشرِّ مدفونِ
اذهبْ إلى النار والجحيم فما … خَلْقُك (١) إلَّا من الشياطينِ
ما زِلْتَ حتى عَقَدْتَ بيعةَ مَنْ … أضرَّ بالمسلمينَ والدينِ
وكان إبراهيم بن المهدي يحرِّضُ المأمونَ على قتل دعبل، فقال المأمون: ما تحرِّضُني على قتله إلَّا لقوله فيك: [من الكامل]
فلتَصلحنْ من بعده لمخارقِ (٢)
ولقوله:
خليفةٌ يرزق أجناده (٣)
فقال إبراهيم: فقد قال فيك:
أيسومُني المأمون خطَّة ظالمٍ … أو ما رأى بالأمسِ رأسَ محمدِ (٤)
فقال المأمون: قد عفوتُ عن هجوه لأجل هجوه لك.
ثم دخل أبو عبَّاد فقال المأمون: من يقدُم على أبي عبَّاد يُحجِمُ عن أحد؟ والله ما وقعتْ عيني على أبي عبَّاد إلَّا أضحكني قولُ دعبل:
أولى الأمورِ بضيعةٍ وفسادِ … أمرٌ يدبِّره أبو عبَّادِ
(١) في ديوان دعبل ص ٢٦٢، والأغاني ٢٠/ ١٤٥: خلتك. (٢) عجز بيت صدره: إن كان إبراهيم مضطلعًا بها ديوان دعبل ص ١٩٨. (٣) كذا في (خ) و (ف). وتمام البيت: فهكذا يرزق أجناده … خليفة مصحفه البربط وهو في ديوان دعبل ص ١٧٥. (٤) ديوان دعبل ص ١٢٢.