وقال أبو نزار (٤): ظننتُ أنَّ المأمونَ انتقد عليه (٥) قولَه في أبي دُلَف: [من الطويل]
تحدَّر ماءُ الجُود من صُلب آدَمٍ … فأَثبته الرحمنُ في صُلب قاسمِ (٦)
وقال عُمارةُ بن عَقيل: قال لي عبدُ الله بنُ أبي السِّمط (٧)، وفي رواية (٨): مروانُ بن أبي حفصة: أَعلمتَ أنَّ المأمونَ لا ينتقد (٩) الشِّعر؟! قلت: ومَن يكون أعلمَ به منه! واللهِ إنا لنُنشده أوَّلَ البيتِ فيسبقنا إلى آخره، قال: فإنِّي قد أَنشدته بيتًا لم يتحرَّك له، قلت: وما هو؟ قال:[من البسيط]
فقلت: ما يُلام، وهل زدتَ على أن جعلته عجوزًا في محرابٍ وبيده سُبحة! فمَن يقوم بأمر الدُّنيا! هلَّا قلتَ كما قال عمُّك جَريرٌ في عبد العزيزِ بن الوليد:[من الطويل]
(١) في الديوان ص ٣١، وتاريخ الطبري: العرب. (٢) في الديوان ص ٦٨، وتاريخ الطبري: بين مغزاه. (٣) ما بين حاصرتين من (ف). وفي تاريخ الطبري: وحُملان وخلعة وخادم. (٤) يعني: الضرير الشاعر. (٥) في تاريخ الطبري: تعقد عليه. (٦) الديوان ص ١٠٣. (٧) في (خ) و (ف): السمت. والمثبت من تاريخ الطبري ٨/ ٦٦٢، وابن الأثير ٦/ ٤٣٨. (٨) رواها الخطيب في تاريخه ١١/ ٤٣٩، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ٣٩/ ٢٣٨. وانظر ديوانه ص ١١٧. وهذه الرواية بعيدة عن الصواب؛ لأن مروان توفي سنة ١٨٢ هـ. (٩) في المصادر: لا يبصر.