ب- "الفاء" قد تدخل على التعقيب والأصل عدم التكرار.
جـ- التعقيب يخبر عنه وبه دون "الفاء".
والجواب: أنَّه استدلال في مقابلة النص فكان الأول مجازًا والثاني تأكيدًا وفي الثالث بحث دقيق مذكور في "المحرر"(١).
" المسألة الثالثة"
" في" للظرفية تحقيقًا أو تقديرًا كما في قوله تعالى: {فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}(٢) لتمكن المصلوب على الجذع تمكن الشيء في المكان وقيل: إنه للسببية، ولم يذكره أهل اللغة.
" المسألة الرابعة"
المشهور أن "مِنْ" ترد لابتداء الغاية نحو (سرت من البصرة) وللتبعيض نحو (باب من حديد) وللتبيين كقوله (٣) تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ}(٤) وصلة نحو: (ما جاءني من أحدٍ) والحق (٥) إنه "للتمييز" لاشتراك الكل فيه.
وإلى: لانتهاء الغاية. وقيل بإجماله لِإدخاله الغاية في قوله تعالى:{إِلَى الْمَرَافِقِ}(٦) وإخراجه إياها في قوله تعالى: {إِلَى اللَّيْلِ}(٧) وهو ضعيف لتوقف إجماله على اشتراكه بين الدخول وعدمه وقد بينا امتناعه (٨).
والحق إنه إنما (٩) تدخل غايةً لا تتميز عن ذي الغاية حِسًا.
(١) المحرر: كتاب في دقائق النحو للِإمام فخر الدين الرَّازيّ صاحب المحصول. (٢) [طه: ٧١]. (٣) وفي "ب" نحو قوله. (٤) [الحج: ٣٠]. (٥) وعبارة الرازيّ والحق عندي أن تكون "مِنْ" دائمًا للتبيين. (٦) [المائدة: ٦]. (٧) [البقرة: ١٨٧]. (٨) أي امتناع كون اللفظ مشتركًا بين وجود الشيء وعدمه، أي أنها لدخول الغاية وعدم دخولها. (٩) سقط من "أ" "إنما".