وقال الزَّمَخْشَرِي (١): "فيه معنيان، أحدهما تزايد خيره وتكاثر، أو تزايد عن كل شيء، وتعالى عنه في صفاته وأفعاله".
قلت: ولا تنافي بين المعنيين، كما قال الحسين بن الفضل وغيره.
وقال النَّضْرُ بن شُمَيْل:"سألت الخليل بن أحمد عن "تبارك" فقال: تمجَّد". وهذا (٢) يجمع المعنيين: مجده في ذاته، وإفاضته (٣) البركة على خلقه، فإن هذا هو حقيقة المجد، فإنَّه السَّعة، ومنه مَجُدَ الشيء: إذا اتسع، واستمجد، والعرش المجيد لسعته.
وقال بعض المفسرين: يمكن أن يقال: هو من البروك، فيكون تبارك ثبت ودام أزلًا وأبدًا، فيلزم أن يكون واجب الوجود، لأن ما كان وجوده من غيره لم يكن أزليًا.
وهذا قد يقال: إنه جزء المعنى، فتبارُكُه سبحانه يجمع هذا كله: دوامَ وُجودِهِ، وكثرةَ خيرِه، ومجدَهُ وعُلُوَّه، وعَظَمَتَه وتَقَدُّسَهُ، ومجيءَ الخيراتِ كلِّها من عنده، وتبريكَه على من شاء من خلقه،
(١) انظر: الكشاف (٣/ ٢٦٢). (٢) سقط من (ظ) (وهذا يجمع المعنيين مجده). (٣) في (ب) (إضافة)، وفي (ظ، ت، ج) (واضافته).