نشر الإسلام، وتجهيز الجيوش لأجل ذلك، حتى إنَّه قد جاء عنه أنَّه كان يجهزُ الجيوش وهو في الصلاة (١)، يجهزها بفكره وعقله، ففكره وعقله ﵁ مشحونٌ بهموم المسلمين وعزِّ الإسلام وأهله، ولعل هذا مما يُبَيِّنُ قول الناظم:«سَنَدُ الشَّرِيْعَةِ بِاللِّسَانِ وَبِاليَدِ».
انتقل الناظمُ ﵀ في هذا البيت إلى الإشادةِ بثالثِ الخلفاءِ الرَّاشدين عثمان بن عفان ﵁، والثناء عليه، فقال:«قَالُوا: فَثَالِثُهُمْ؟» أي: مَنْ ثالث الخلفاء الراشدين؟
فأجاب ﵀ بقوله:«فقُلتُ مُجَاوِباً: مَنْ بَايَعَ المُخْتَارُ عَنْهُ بِاليَدِ»«المختار» هو الرسول ﷺ.
والناظمُ ﵀ يشيرُ بهذا إلى ما وقع في «بيعة الرِّضْوَان» عام صلح الحُدَيْبِيَة، يوم أرسل النبيُّ ﷺ عثمانَ بنَ عفَّان ﵁ إلى أهل مكة يخبرهم بمقصودهم، وأنهم ما جاءوا لحربٍ وقِتَالٍ، وإنما جاءوا معتَمِرِين قاصدين بيتَ الله، فبلغ النبيَّ ﷺ أنَّ عثمانَ ﵁ قد قُتِلَ،
(١) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنَّف» (٩٧٥١) بإسنادٍ صحيحٍ، وأخرجه البخاريُّ تعليقاً مجزوماً به كما في «صحيحه» كتاب الصلاة: بَاب يُفْكِرُ الرَّجُلُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ. ينظر: «فتح الباري» (٣/ ٩٠)، و «تغليق التعليق» (٢/ ٤٤٨). وأخرج ابن أبي شيبة رقم (٧٩٥٠)، من طريق عروة بن الزبير عن عُمَرَ ﵁ قال: «إنِّي لَأَحْسِبُ جِزْيَةَ الْبَحْرَيْنِ وأنا في الصَّلَاة»، وإسناده صحيحٌ أيضاً.