فأهلُ السنة والجماعة يثبتون النزول حقيقةً، ويقولون: إن الله ﷿ ينزل كيف شاء إذا شاء.
فليس المراد - عندهم - من قوله ﷺ:«يَنْزِلُ رَبُّنَا»(٢) تَنزِلُ رحمتُه، أو ملائكتُه، أو أمرُه، أو نحو ذلك مما يقوله المبتدعة، بل هذا تحريفٌ للكَلِمِ عن مواضعه، إذ كيف يصح أن يقال هذا مع قوله ﷾ إذا نَزَلَ:«مَنْ يدعوني فأستجيب له؟ مَنْ يسألني فأعطيه؟ مَنْ يستغفرني فأغفر له؟»، فالملَكُ لا يجوز له أن يقول:«من يدعوني .. من يسألني .. من يستغفرني .. »!!، وكذلك الرحمة ليست شيئاً قائماً بنفسه حتى تتكلَّم، فهذا نصٌّ قاطعٌ بأنَّ الذي ينزل هو الله ﷿، وأنه هو الذي يقول إذا نزل:«من يدعوني … ، من يسألني … ، من يستغفرني … ».
فالناظم أجاب عن السؤال بجوابٍ يتضمَّن أنه ممن يُثبتُ النزول ويُقرُّ به.
(١) نصَّ على تواتر أحاديث النزول جماعةٌ من أهل العلم، منهم: أبو زرعة الرازي كما في «السنة» لأبي الشيخ ابن حيان - ذكره العيني في «عمدة القاري» (٧/ ١٩٩)، وابن عبد البر في «التمهيد» (٧/ ١٢٨)، وابن تيمية في مواضع متعددة من كتبه، ومنها: ما في «مجموع الفتاوى» (٥/ ٤٧٠)، والذهبي في «العلو» (ص ٩١ و ١٠٠)، وابن القيم كما في «مختصر الصواعق» (٣/ ١١٠٨) و (٣/ ١١٢٥)، وابن عبد الهادي في «الصارم المنكي» (ص ٣٠٤)، والكتاني في «نظم المتناثر من الحديث المتواتر» (ص ٢٤١). (٢) متفقٌ عليه من حديث أبي هريرة ﵁: أخرجه البخاري (١٠٩٤)، ومسلم (٧٥٨).