وقد قال بعض أهل السنة:«من شَبَّه الله بخلقه كَفَر، ومن جَحَدَ ما وَصَفَ الله به نفسه فقد كَفَر، وليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ تشبيهٌ»(١).
قوله:«قالوا: فَأَنْتَ تَرَاهُ جِسْمَاً؟ قُلْ لَنَا»، وفي نسخةٍ:«جِسْماً مِثْلَنَا»، أي: هل أنت ممن يقول ويعتقد بأن الله جِسْمٌ؟ «قُلْ لَنَا» أي: بَيِّن لنا.
ثم أجاب الناظم ﵀ عن هذا السؤال بقوله:«قلتُ: المُجَسِّمُ عِنْدَنَا كَالمُلْحِدِ»، وظاهرٌ من جوابه أنَّه ينفي أن يكون اللهُ جِسْماً، وأن من قال: إنَّ الله جسمٌ فإنَّه كَالمُلْحِدِ، هذا جوابه.
ووَصْفُ الله ﷿ بأنَّه جِسمٌ أو ليس بجسمٍ هو مما لم يتكلم به السلف، ولم يرد في كتاب الله ﷿، ولا في سنة رسوله ﷺ ذكر هذا اللفظ، لا نفياً ولا إثباتاً، وهكذا أهل السنة لم يتكلموا في ربّ العالمين بمثل هذا، فلم يقولوا: إنَّ الله تعالى جِسْمٌ، ولا إنَّه ليس بجسمٍ، ولا يرتضون إطلاق هذا اللفظ في النفي ولا في الإثبات، وذلك لأمرين:
(١) القائل هو: نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ الخُزَاعيُّ - شيخُ البخاريِّ. ومقولته هذه أخرجها ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٦٢/ ١٦٣)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (٢/ ٥٣٢)، والذهبي في «العلو» (ص ١٢٦)، وفي «العرش» (٢/ ٢٣٨)، وفي «السير» (١٠/ ٦١٠) وقال (١٣/ ٢٩٩): (وما أحسن قول نعيم بن حماد الذي سمعناه بأصحِّ إسنادٍ) ثم ذكره.