أولاً: لأنه لم يرد وصف الله ﷿ بهذا اللفظ، لا نفياً ولا إثباتاً، وهم يقفون مع النصوص.
ثانياً: لأن لفظ «الجسم» لفظٌ مُجْمَلٌ، يحتمل معاني كثيرة، منها ما هو حقٌّ يمكن إضافته إلى الله ﷿، ومنها ما هو باطلٌ لا تجوز إضافته إلى الله ﷿.
ف «الجسم» له معنىً لغويٌّ، وهو الجسد والبدن، كما يقولون: الجسم والروح، قال تعالى عن طالوت: ﴿وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [البقرة: ٢٤٧].
وله أيضاً معانٍ اصطلاحيَّةٌ عند المتكلِّمِين، منها: الموجود، والقائم بنفسه، والمركَّب من الجواهر المفردة.
وعلى هذا فلفظ:«الجسم» لفظٌ مجملٌ (١)؛ ولهذا قال أهل السنة: إن من أضاف هذا اللفظ إلى الله ﷿ نافياً أو مُثْبِتاً، يقال له: ماذا تريد بلفظ «الجسم»؟ فإن أراد حقاً قُبِلَ، وإن أراد باطلاً رُدّ، وإن أراد حقاً وباطلاً وُقِف اللفظُ وفُسِّر، وأُثْبِت ما يجبُ إثباتُه، ونُفِيَ ما يجبُ نَفيُه (٢).
(١) ينظر: «العقيدة التدمرية» (ص ٥٢ - ٥٣)، و «درء التعارض» (١/ ١١٩)، و «منهاج السنة» (٢/ ١٣٤ - ١٣٥ و ١٩٨ - ٢٠٣ و ٥٣٠ - ٥٣٢). (٢) ينظر: «مجموع الفتاوى» (٣/ ١٩٦ و ٣٠٧ - ٣٠٨) و (١٣/ ٣٠٤ - ٣٠٥)، و «منهاج السنة النبوية» (٢/ ١٣٤ - ١٣٥ و ١٩٢ و ١٩٨ - ٢٠٠ و ٥٢٧)، و «بيان تلبيس الجهمية» (١/ ٥٠٥ - ٥١١)، و «الرسالة التدمرية» (ص ١٣٥ - ١٣٦)، و «الصواعق المرسلة» (٣/ ٩٣٩ - ٩٤٩).