وقد نص كذلك الترمذي على أن رواية الاتصال خطأ، والصواب أنه منقطع وذكر الدليل القاطع على ذلك، فقال:((روي عن ابن جريج، قال: سألت الزهري، قلت له: أَحدَّثَكَ عروة، عن عائشة؟ ، قال: لم أسمع عن عروة في هذا شيئاً، ولكني سَمِعتُ في خلافة سليمان بن عبد الملك (١) من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث)) (٢) .
ومن قبل سأل الترمذي شيخه البخاري فَقَالَ:((سألت محمد بن إسماعيل
البخاري عن هذا الحديث، فقال: لا يصح حديث الزهري، عن عروة، عن
عائشة)) (٣) .
وحكم أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان بترجيح الرواية المنقطعة على الموصولة (٤) .
قلت: قَدْ رواه الثقات الأثبات من أصحاب الزهري منقطعاً، وهم ثمانية أنفس:
مالك بن أنس (٥) ، وهو ثقة إمام أشهر من أن يعرف.
(١) هُوَ الخليفة الأموي أبو أيوب سليمان بن عَبْد الملك بن مروان القرشي الأموي، توفي سنة (٩٩ هـ) . الجرح ولتعديل ٤/١٣٠-١٣١، ووفيات الأعيان ٢/٤٢٠، والعبر ١/١١٨. (٢) الجامع الكبير (٧٣٥ م) وأخرجه البَيْهَقِيّ ٤/٢٨٠. (٣) العلل الكبير للترمذي (٢٠٣) . (٤) العلل لعبد الرحمان بن أبي حاتم ١/٢٦٥ (٧٨٢) . (٥) هكذا رواه عامة الرواة عن مالك، محمد بن الحسن الشيباني (٣٦٣) ، وسويد بن سعيد (٤٧١) ، وأبو مصعب الزهري (٨٢٧) ، ويحيى بن يحيى الليثي (٨٤٨) ، وعبد الله بن وهب عند الطحاوي في شرح المعاني ٢/١٠٨، والبيهقي ٤/٢٧٩،وعبد الرحمان بن القاسم عند النسائي في الكبرى (٣٢٩٨) ،= =وخالف سائر الرواة عن مالك: عبد العزيز بن يحيى عند ابن عبد البر في التمهيد ١٢/٦٦-٦٧ فرواه عن مالك، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وهو خطأ، قال ابن عبد البر: ((لا يصح ذلك عن مالك)) . التمهيد ١٢/٦٦.