قلت: فاتضح أن أئمة الكلابية والأشعرية يثبتون هذه الصفات، فإنه خالف أئمته ووافق المعتزلة.
قال شارح كلامه أبو القاسم بن الأنصاري (١): "اعلم أن مذهب شيخنا أبي الحسن أن اليدين صفتان ثابتتان زائدتان على وجود الإله -سبحانه- ونحوه. قال عبد الله بن سعيد.
قال: ومال القاضي أبو بكر في الهداية (٢) إلى هذا المذهب".
قلت: القاضي قد صرح بذلك في جميع كتبه، كالتمهيد (٣) والإبانة (٤) وغيرهما.
قال (٥): "في كلام أبي إسحاق (٦) ما يدل على أن التثنية في اليدين
(١) تقدم الكلام عليه وعلى كتابه "شرح الإرشاد" ص: ٦٤٣. (٢) لعله: كتاب "هداية المسترشدين" في الكلام لأبي بكر. . ابن الباقلاني. انظر: كشف الظنون -لحاجي خليفة- ٢/ ٢٠٤٢. (٣) عقد الباقلاني لذلك بابًا في كتابه "التمهيد" ص: ٢٥٨، ٢٥٩ قال فيه: "باب في أن لله وجهًا ويدين" واحتج بقوله تعالى في سورة الرحمن {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} الآية: ٢٧. وبقوله في سورة ص {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} الآية: ٧٥. قال: "فأثبت لنفسه وجهًا ويدين". ثم ناقش المنكرين والمؤولين لهاتين الصفتين. (٤) واسمه: "الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والديانة". ذكره سزكين ضمن آثار الباقلاني في "تاريخ التراث العربي" ١/ ٤ / ٥١، ولم يضف أية معلومات عن الكتاب سوى أن ابن تيمية أفاد منه في العقيدة الحموية ص: ٤٢٢، وابن القمِم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" ص: ١٢٠ - ١٢١، وابن العماد في "شذرات الذهب" ٣/ ١٦٩ - ١٧٠. وأشار بروكلمان في "تاريخ الأدب العربي" ٤/ ٥٢ إلى أن ابن تيمية ذكره في مجموعة الرسائل الكبرى ١/ ٤٥٢. ولم أقف عليه. (٥) القائل: أبو القاسم الأنصاري. (٦) أبو إسحاق الإسفرائيني. وتقدمت ترجمته.