وذكر الحنفيّة: الرَّمَلُ هو: أن يَهُزَّ كتفيه في مشيهِ كالمتبخترِ بينَ الصّفين (١).
والذي جزم به علماؤنا: هو أن يسرعَ في المشي مع تقارُب الخطا؛ كما قال الشّافعي.
وإنّه أولى من الدُّنُوِّ إلى البيت.
قال في "الفروع"، وفي "الفصول": العدوُ في المسجد على مثل هذا الوجه -يعني: غير الرّمل- مكروهٌ جدًّا، كذا قال.
قال في "الفروع": يتوجّه: تركُ الأَوْلى، انتهى (٢).
(الأشواطَ الثّلاثةَ) ليُرِيَ المشركين قوّتهم بهذا الفعل؛ لأنّه أفظعُ في تكذيبهم، وأبلغُ في نِكايتهم (٣).
وكذا قالوا، كما في "مسلم": هؤلاء الذين زعمتم أنّ الحمّى [قد] وهنتهم، هؤلاء أجلدُ من كذا وكذا (٤).
وفي رواية: ما يرضَوْنَ بالمشي، أَما إنّهم لينقُزون نقزَ الظّباء (٥).
وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- يكايدهم بكلّ مُستطاع.
قوله: ينقزون: هو -بالقاف والزّاي-؛ أي: يَثِبون وَثْبًا (٦).
(١) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ١٦٤).(٢) انظر: "الفروع": لابن مفلح (٣/ ٣٦٨ - ٣٦٩).(٣) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ١٦٥).(٤) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (١٢٦٦/ ٢٤٠).(٥) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٠٥).(٦) انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٥/ ١٠٤).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute