وقال البيهقيُّ:"وهذا مرسلٌ؛ إبراهيمُ التيميُّ لم يسمعْ من عائشةَ، قاله أبو داود وغيرُهُ من الحفاظ"(معرفة السنن والآثار ١/ ٣٧٨).
وقال ابنُ عبدِ البرِّ:"وهو مرسلٌ لا خلافَ فيه؛ لأنه لم يسمعْ إبراهيمَ التيميَّ، عن عائشةَ"(الاستذكار ٣/ ٥٣).
قلنا: وقد أعلَّهُ جماعةٌ بأبي روق الراوي عن إبراهيمَ التيميِّ:
فقال الحاكمُ أبو عبد الله -عقب حديث أبي روق-: ((هذا إسنادٌ لا تقومُ عليه الحجةُ، فإنه مرسلٌ، ... وأبو رَوقٍ فيه نظر)) (الخلافيات للبيهقي ٢/ ١٧٢).
وقال ابنُ حَزمٍ:"وهذا حديثٌ لا يصحُّ؛ لأن راويه أبو روق وهو ضعيفٌ"(المحلى ١/ ٢٤٥).
وقال البيهقيُّ:((وهذا أيضًا فاسدٌ من وجهين: أحدهما: أنه مرسلٌ، إبراهيم التيمي لم يلقَ عائشة. والآخر: أن أبا روق عطية بن الحارث هذا لا تقومُ به الحجةُ))، ثم أسندَ من طريقِ الدُّوريِّ عن ابنِ مَعِينٍ أنه قال:"أبو روق ليس بثقة"! (الخلافيات ٢/ ١٧١ - ١٧٣).
وقال في (المعرفة ١/ ٣٧٨): "وأبو روق ليسَ بالقويِّ، ضَعَّفَهُ يحيى بنُ مَعِينٍ وغيرُهُ".
وقال ابنُ عبدِ البرِّ:"ولم يروه أيضًا غير أبي روق وليس فيما انفردَ به حجةٌ"(الاستذكار ٣/ ٥٣).
قلنا: وهذا غير مسلم قطعًا، فقد أثنى على أبي روق جمهورُ النقادِ، فقال أبو داود:"سمعتُ أحمدَ يقولُ: أبو روق مقاربُ الحديثِ ثقةٌ"(سؤالات أبي داود ٣٩٠)، وفي رواية عن أحمد:"ليس به بأس" (الجرح والتعديل