"رجلٌ مجهولٌ" (جرح ١٧٩٩)، وكذا قال الذهبيُّ (الميزان ٤٠٨٢).
قلنا: وقد تقدم أن يونس رواه عن الحسن عن أنس وأبي موسى موقوفًا. وهو الصواب كما ذهب إليه الدارقطنيُّ.
وروى مسددٌ في (مسنده) كما في (إتحاف الخيرة المهرة ٦١٦) قال: ثنا يحيى، عن ابنِ أبي عَروبةَ، عن قتادةَ، ((أن أنسَ بنَ مالكٍ كانَ يَتَوَضَّأُ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ، وَيُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ تَوَضَّأَ مِمَّا غَيَّرَتِ النَّارُ)).
قال البوصيريُّ: ((هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ)).
قلنا: وتابع قتادةَ أبو قلابة.
قال أحمدُ بنُ منيعٍ كما في (إتحاف الخيرة المهرة ٦١٩/ ١): ثنا إسماعيلُ، ثنا أيوبُ، عن أبي قِلابةَ قال: ((أَتَيْتُ أَنَسًا فَلَمْ أَجِدْهُ، فَقَعَدْتُ حَتَّى جَاءَ، فَجَاءَ وَهُوَ مُغْضَبٌ، فَقَالَ: كُنَّا عِنْدَ هَذَا -يَعْنِي: الحَجَّاجَ- فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَأَكَلُوا، ثُمَّ قَامُوا فَصَلَّوْا وَلَمْ يَتَوَضَّئُوا. فَقُلْتُ: أَوَمَا كُنْتُمْ تَفْعَلُونَ هَذَا؟ ! فَقَالَ: لَا، مَا كُنَّا نَفْعَلُهُ)).
وقال -أيضًا- أحمدُ بنُ مَنيعٍ كما في (إتحاف الخيرة المهرة ٦١٩/ ١): ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، أبنا سليمانُ التيميُّ، عن أبي قِلَابَةَ، عن أنسٍ، بِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: ((رَأَيْتُ أَنَسًا خَبِيثَ النَّفْسِ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ خَبِيثٌ؟ ! فَقَالَ: وَمَا لِيَ لَا أَكُونُ خَبِيثَ النَّفْسِ وَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ هَؤُلَاءِ آنِفًا، وَقَدْ أَكَلُوا خُبْزًا وَلَحْمًا، ثُمَّ صَلَّوْا وَلَمْ يَتَوَضَّئُوا ... "، فذكره بنحوه.
وسيأتي ذِكرُ هذا الموقوف بتوسع قريبًا إن شاء الله.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute